علم التشفير لــ فريد بايبر وشون ميرفي




يُحكِم معظم الناس لصق الأظرف قبل إرسال خطاباتهم، وإذا سُئِلوا عن سبب ذلك، فستأتي بعض الإجابات الفورية من قبيل: «لا أعرف حقيقةً» و«مجرد عادة» و«لِمَ لا؟» و«لأن الجميع يفعلون ذلك.» قد تشمل الإجابات الأخرى الأكثر تعقُّلًا إجاباتٍ من قبيل: «لمنع الخطاب من السقوط»، أو «لمنع الآخرين من قراءة الخطاب». حتى في حال لم تحتوِ الخطابات على معلومات حساسة أو شخصية جدًّا، يرى الكثيرون منا أن هناك خصوصية في محتويات مراسلاتنا الشخصية، وأن إحكام لصق الأظرف يمنع اطِّلاع الآخرين عليها باستثناء متلقي الرسائل المقصود. إذا أرسلنا خطاباتنا في أظرفٍ غير مغلقة فسيستطيع
أي شخص يحصل على الظرف أن يقرأ محتويات الرسالة. ومسألة ما إذا كانوا سيَقرءُون الرسائل بالفعل أم لا قضية أخرى. المهم أنه ما من شكٍّ في أنهم سيتمكَّنون من قراءتها إنْ هم أرادوا ذلك. بالإضافة إلى ذلك، إذا استبدلوا الرسالة الموجودة داخل الظرف، فلن نعرف أنهم فعلوا ذلك.
يعتبر استخدام البريد الإلكتروني بالنسبة إلى الكثيرين حاليًّا بديلًا لإرسال الخطابات من خلال البريد العادي. والبريد الإلكتروني وسيلة سريعة للتواصل لكِنْ بطبيعة الحال لا توجد أظرفٌ لحماية الرسائل، بل يُقال عادةً إن إرسال الرسائل عبر البريد الإلكتروني يشبه إرسال الخطابات عبر البريد العادي دون أظرف. بداهةً، من يُرِد إرسال رسائل سرية أو مجرد رسائل شخصية عبر البريد الإلكتروني، فسيحتاج إلى وسيلة أخرى لحمايتها. تتمثل إحدى هذه الوسائل في استخدام التشفير وتشفير الرسائل.
إذا وقعت رسالة مُشفَّرة في أيدي أشخاص غير المتلقين المعنيِّين، يجب أن تبدو هذه الرسالة غير مفهومة. لم ينتشر استخدام التشفير لحماية رسائل البريد الإلكتروني على نطاق واسع بعدُ، بَيْدَ أنَّ ذلك يحدث حاليًّا، وعلى الأرجح سيزداد انتشارُه اتساعًا. في الواقع، تقدَّمت مجموعة من أعضاء البرلمان الأوروبي بتوصيةٍ في مايو ٢٠٠١ بضرورة تشفير جميع مستخدمي أجهزة الكمبيوتر في أوروبا لرسائلهم الإلكترونية بغرض «تفادي تجسُّس شبكة التنصُّت البريطانية-الأمريكية».
التشفير علم راسخ كان له أثرٌ تاريخيٌّ كبيرٌ لأكثر من ألفَيْ عام. جرت العادة أن الحكومات والمؤسسات العسكرية كانت بمنزلة المستخدمين الرئيسيين له، على الرغم من ضرورة الأخذ في الاعتبار أن كتاب فاتسيايانا «كاما سُترا» يحتوي على توصية للنساء بدراسة «فن فهم الكتابة المشفَّرة» (توجد جميع البيانات الكاملة للأعمال المُستشهَد بها في هذا الكتاب في قسمَيِ المراجع والقراءة الإضافية).
وتأثير علم التشفير على التاريخ موثَّقٌ توثيقًا جيدًا. ولا شكَّ في أن المرجع الأساسي حول التشفير هو كتاب «فاكُّو الشفرات» لديفيد كان. يقع هذا الكتاب في أكثر من ألف صفحة ونُشِر للمرة الأولى في عام ١٩٦٧. وُصِف الكتاب بأنه «أول كتاب شامل يروي تاريخ الاتصالات السرية»، وبأنه كتاب ممتع للغاية. في وقت قريب، ألَّف سايمون سينج كتابًا أكثر إيجازًا بعنوان «كتاب الشفرة»، وهو كتاب مبسَّط يعرض بعضًا من أهم الأحداث التاريخية. وفي حين أن هذا الكتاب لا يعتبر كتابًا شاملًا ككتابِ كان، فإنه يهدف إلى إثارة اهتمام القارئ العادي بالموضوع. كلا الكتابين رائع ونوصي بشدة بقراءتهما.



بيانات الكتاب



الأسم : علم التشفير
المؤلف : فريد بايبر وشون ميرفي
المترجم :محمد سعد طنطاوي
الناشر : مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
السلسلة : مقدمة قصيرة جداً
عدد الصفحات : 134 صفحة
الحجم : 21 ميجابايت
الطبعة الأولى ٢٠١٦م

إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget