النظرية النقدية لــ ستيفن إريك برونر


تأسس معهد البحث الاجتماعي في عام ١٩٢٣. وكان هيرمان فايل هو مَن تولَّى تمويلَ هذه المؤسسة الفكرية الماركسية الأولى من نوعها، التي انبثقت عن مجموعة دراسة من الماركسيين كانت تسعى إلى معالجة المشكلات العملية التي تواجه الحركة العمالية في أعقاب الثورة الروسية. كان هيرمان فايل
رجل أعمال مستنير صنع ثروته من سوق الحبوب الأرجنتينية، وقد قدم المال بعد إلحاح من ابنه فيليكس الذي كان يعتبر نفسه «بلشفيًّا مُتْرَفًا».
كان كورت ألبرت جيرلاخ من بين أصدقاء فيليكس فايل المقربين، وهو الذي كان سيصير أول مدير للمعهد لكونه ديمقراطيًّا واقتصاديًّا اشتراكيًّا، لكنه للأسف تُوفِّي بسبب إصابته بمرض السكري. وتولَّى كارل جرونبرج المنصب بدلًا منه، وأسس أول مطبوعة رسمية تصدر عن المعهد تحت عنوان «أرشيف تاريخ الاشتراكية والحركة العمالية» التي نشرت عددًا من الأعمال المهمة، بما فيها كتاب «الماركسية والفلسفة» (١٩٢٣) لمؤلفه كورش. وقد الْتَحَق بجرونبرج كلٌّ من هنريك جروسمان وفريدريش بولوك وفريتس شترنبرج وكارل أوجوست فيتفوجل. كانوا جميعًا شيوعيين، وكانوا لا يزالون يحملون حنينًا لمجالس العمال الديمقراطية التي ظهرت في الأعوام من ١٩١٨ إلى ١٩٢١، وشكَّلوا تصورًا لجمهورية ألمانية تُشبِه الجمهورية السوفييتية. قدمت جهودهم الفكرية مجموعةً ثرية من الآراء عن انهيار الرأسمالية، والدور الجديد للدولة، والإمبريالية. إلا أن هذه المجموعة كان لها أن تتوارى ليتغيَّر التوجُّه العام للمعهد في عام ١٩٣٠؛ إذ كان ذلك العام الذي جمع فيه ماكس هوركهايمر الحلقة الداخلية الجديدة لما سيُعرَف لاحقًا باسم مدرسة فرانكفورت.



الحلقة الداخلية
وُلِد هوركهايمر بالقرب من شتوتجارت لعائلة رجل أعمال يهودي ثري. لم تكن سنواته الدراسية الأولى مُميزة، وقد ترك المدرسة الثانوية للعمل متدرِّبًا في مصنع النسيج المملوك لوالده. ولكن في عام ١٩١١، تعرَّف بفريدريش بولوك الذي علَّمه الفلسفة والعلوم الاجتماعية وظلَّ صديقًا له مدى الحياة. أنهى هوركهايمر دراسته الثانوية بعد الحرب العالمية الأولى. اهتمَّ بالشيوعية، ودرس مجموعة متنوعة من المواد في جامعة فرانكفورت ليكتب في النهاية رسالةً علميةً عن عمل كانط «نقد ملكة الحكم» الذي ظهر في عام ١٧٩٠.
لم ينشر هوركهايمر إلا النَّزْر اليسير من الأعمال قبل تولِّيه منصب مدير المعهد، وقد تغيَّر ذلك عقب ترؤُّس هتلر لألمانيا عام ١٩٣٣ عندما أصبح منشغلًا بمحاولة نقل المعهد أولًا من فرانكفورت إلى جنيف ثم إلى باريس، وأخيرًا إلى جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك. وكانت مقالاته خلال ثلاثينيات القرن العشرين تركِّز على تمييز النظرية النقدية عن منافِساتها الفلسفية، وتوضيح الكيفية التي خانت بها الرأسماليةُ الليبراليةُ وعدَها الأساسي بخلق أسس نفسية وعِرْقية وسياسية للشمولية. مهَّدت أعمالٌ أخرى تتناول الثقافة الجماهيرية والعقلانية الأداتية والدولة السلطوية الطريقَ لعمل أدورنو وهوركهايمر الكلاسيكي «جدل التنوير» (١٩٤٧). بالطبع، تغيَّر تفكير هوركهايمر على مدار السنين، إلا أنه طالما حافظ على اهتمامه بأثَر المُعاناة واحتمالات التحرر الخاصة بالتجربة الفردية.

بيانات الكتاب

الأسم : النظرية النقدية
المؤلف : ستيفن إريك برونر
المترجم :سارة عادل
الناشر : مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
السلسلة : مقدمة قصيرة جداً
عدد الصفحات : 134 صفحة
الحجم : 21 ميجابايت
الطبعة الأولى ٢٠١٦م

إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget